رغم تصريحات الهيئة المستقلة للانتخابات، والإجراءات التي أعلنت عنها بخصوص محاربة المال السياسي الفاسد لشراء ذمم الناخبين وتحويل بعض السماسرة للجهات القضائية المختصة، إلا أنه لا يخفى على احد ونحن على بعد أيام قليلة من الانتخابات، وخصوصا مما نقراه في وسائل التواصل الاجتماعي عن استمرار هذه الظاهرة بين مرشحين كبار ومعروفين للقاصي والداني أنهم من هوامير المال السياسي الفاسد وشراء ذمم الناخبين بلا خجل ولا وجل، وبلا ادنى ضمير او وازع ديني واخلاقي؛ لان هؤلاء الهوامير من اصحاب الملايين الفاسدة يعرفون ويدركون أنهم لولا تلك الملايين التي يدفعونها لما كانت لهم أي فرصة في اي انتخابات!!
ولاننا نريد لانتخاباتنا القادمة ان تكون بأعلى درجات النزاهة والشفافية؛ فإنني أتوجه للجهات الرسمية المعنية لاذكرهم وأنصحهم بذات الوقت؛ بأن حرصهم على زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات يجب ألا يكون على حساب نزاهة الانتخابات وشفافيتها، وانها إن قامت بالقبض على بعض هؤلاء الهوامير وسماسرتهم واودعتهم السجن على رؤوس الاشهاد – وهم معرفون للناس فما بالنا بأجهزتنا الرسمية – ؛ فإنني على يقين أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستزيد تلقائيا، لأن الناخبين حينها سيتأكدون أن قناعاتهم الحقيقية ستصل لصندوق الانتخابات؛ دون تأثير للمال الفاسد او ضغوطات من مرشح يصرف الملايين لا ليخدمهم، بل ليخدم مصالحه إن وصل حقا للبرلمان.