يدرك سيدي جلالة الملك أهمية موقع الأردن الجيوسياسي والاستراتيجي،وحجم التحديات والمخاطر في هذه المرحلة في ظل الحرب على غزة واحتمالية انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية لا احد يستطيع تحديد مساراتها وتداعياتها ، وحرصه الدائم على قوة ومناعة الاردن في الداخل والخارج وتماسك الجبهة الداخلية حيث قال جلالتة بنبرة الواثق:(لن نكون في الأردن رهينة لسياسة نتنياهو واليمين الاسرائيلي المتطرف )
*المتطرفون في إسرائيل يريدون أن يذهبوا بالمنطقة إلى الحرب وخلط الاوراق، لكن المجتمع الدولي والعالم أصبح يدرك ذلك ان إسرائيل دمرت كل مظاهر الحياة لجعل غزة غير صالحة للعيش حسب تقاريرالأمم المتحدة، ودعونا نتصور ماذا يمكن ان يحدث لو توقفت الحرب ، وتجولت كاميرات الإعلام في غزة المدمرة ، ثم نقلت حجم المأساة الى العالم …
*واضاف جلالة الملك قائلا ان الأردن عبر وتجاوز كل الأزمات والمخاطر بفضل قوة الشعب الملتف حول القيادة والجيش والاجهزة الامنية ،حيث حولنا التحديات الى فرص وقصص نجاح ، وخرجنا دائما أقوى ، وسنخرج بعون الله هذه المرة اكثر قوة وحضورا وتاثيرا على المستوى الإقليمي والدولي ،لاننا في الاردن قيادة وحكومة وجيشا وشعبا نجود بكل شيء إلا تراب الوطن الغالي.
*واضاف سيدي جلالة الملك قائلا كان الاردن سباقا لاحتواء أزمات المنطقة ومنع الحروب وكان مبادرا للتواصل مع ايران لتهدئة الامور ،وكانت الرسائل التي وصلت واضحة : لا نريد أن تقع طهران في “فخ” نتنياهو، ولن نسمح لإسرائيل ولا إيران أن تخترقا أجواءنا وسيادتنا الوطنية، فأي طائرة تمر فوق أجواء سنسقطها.
ونتعامل معها ،حسب إمكانياتنا، باعتبارها اعتداء علينا.
*اما موقف الاردن في مجال دعم صمود الاخوة الفلسطينين في غزة ومناطق السلطة الفلسطينية، فهو موقف ثابت وواضح منذ العهد الهاشمي الأول الميمون وصولا الى العهد الهاشمي الرابع الميمون، فالمستشفيات الميدانية الأردنية موجود في غزة ونابلس وجنين ورام الله ،وما زال الدعم والاسناد في غزة و الضفة ،وسيقوم الاردن بزيادة المساعدات الأنسانية في الأيام القادمة ( آخرها إرسال طواقم طبية بأجهزة متقدمة لتركيب الأطراف الصناعية بسرعة.
*كما تحدث جلالة الملك عن الداخل الأردني، ومشروع التحديث والتطوير وقال جلالتة “لا رجعة عن مشروع التحديث بمساراته الثلاثة” :(السياسية والاقتصادية والإدارية، حيث بعث برسالة مضمنة للحكومة عندما قال : “الأردنيون يريدون أن يلمسوا إنجازات على الأرض فكرا وسلوكا .
*دوما اتابع احاديث ورسائل وتوجيهات جلالة الملك ، لكن هذا اللقاء كان مختلفا من حيث مستوى الوضوح والصراحة التي تحدث بها، وحجم المعلومات التي سمعناها ، ثم مدى الارتياح والتفاؤل والصلابه والقوة والثقة التي يشعر بها جلالة الملك حفظه اللهورعاه.
*بكل فخر اقول ان الدولة الأردنية تتحرك بالاتجاه الصحيح رغم الحروب والصراعات التي تجري على حدود المملكة ، حيث يمتلك الاردن كل ما يلزم من أوراق الضغط وأدوات القوة للتعامل مع كل التحولات المتسارعة في البيئة الإقليميةوالدولية، والأردنيون يمتلكون المناعة والسلامة الوطنية وجبهة داخلية متماسكة ،ولا تعاني لا من تصدعات افقية ولا عمودية ومتحدون وملتفون حول قيادتهم ، والأهم لدينا هو حماية مصالح وأهداف الدولة الأردنية وهويتها ، ليبقى الاردن الدرع والردع والصد والمنع لمن يحاول التطاول والمساس بسيادتنا الوطنية التي هي اعز ما لنا واغلى ما فينا.