بيننا ويوم الحسم الانتخابي خمسة أيام، فقط لا غير، وسنكون بعدها مررنا بالمرحلة الأولى من خطّة الملك للتحديث السياسي، التي عبّرت عنها اللجنة الملكية والقوانين والانظمة والتعليمات والاجراءات، وغيرها.
هي المرحلة الأولى حيث نحو ثلث مجلس النواب حزبي، بانتظار نحو الثلث الثاني، وبعده نحو الثالث، وصولاً إلى حكومة حزبية، والأيام والأشهر تمرّ بسرعة، وهذا ما تأكّد خلال السنوات الثلاث الماضية، وصولاً إلى الآن!
وبالطبع، فلا شيئ يمنع من تشكيل حكومة حزبية بعد ظهور النتائج، إذا ما حصل حزب ما على ستة وستين مقعداً، أو إذا ما تمّ تحالف متين بين أحزاب لها مقاعد تحت القبّة، ولكنّ الأمر أشبه بالمستحيل، ولهذا فالحكومة الحزبية غير واردة الآن!
في مطلق الأحوال، سنكون أمام مشهد مختلف عن الماضي، فهناك أحزاب تقليدية ستواصل تقدمها وتحصل على مقاعد جديدة، وهناك أحزاب جديدة سيكون لها حصّة معتبرة، ولكنّ التحالفات بين هذه وتلك غير ممكنة باعتبار اختلاف الرؤى والخلفيات السياسية!
وفي مطلق الأحوال، فما يجري في المنطقة سيكون له تأثيره، وسيكون لصالح الحزب الأقوى والأكثر تكريساً في البلاد وهو حزب جبهة العمل الاسلامي، ولكنّنا لن ننسى الروافع المؤثرة التي تُساند غيره من الأحزاب، وسيكون لها نفوذها بالضرورة!
صحيح أنّنا شاهدنا حفلات ذبح النوق والإبل والأغنام وربّما الأنعام، وتابعنا الكثير الكثير من مئات آلاف صواني المناسف وصدور الكنافة، ولكنّها كلّّها تظلّ ضمن المتوقع، فنحن ما زلنا في المرحلة الأولى، وربّما تختفي تدريجياً والله أعلم!
في تقديرنا أنّ حجم المشاركة الانتخابية سيكون أعلى من سوابقه، وقد يحمل بعض مفاجئات، ولكنّها لن تكون بحجم التغيير الكامل لأنّنا ما زلنا في سنة أولى ثانوي، ونحتاج إلى سنتين للتخرّج في التوجيهي!
يقولون في مثل هذه المواقف إنّ الأيام حبلى، ولعلها لم تكن مثل ذلك قبل الآن، أما حديث الحكومة المقبلة فسيظلّ في إنتظار الولادة، وللحديث بقية!