اعترف لكم من البدايه اننى لا اجيد فن الكتابة ولا المجاملة وليس لي مصلحة مع أهلنا في السعودية إلا المحبة وحسن الجوار ووقوفهم مع الأردن دوما منذ ارسال جيش سعودي ليقف الى جانب الجيش العربى بعد نكسة عام 1967 وكان موقع الجيش السعودي في المزار الجنوبي وأبو حمور في الكرك وزرت السعودية عدة مرات ضمن وفود رسمية في مجال القضاء او في مجالات حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني واخر الزيارات الرسمية قبل عدة أيام..
أوردت هذه المقدمة لما يمليه على ضمير القاضي في قول الحق والحقيقة حتى لا يساء فهمي فيما أقول بعد ان شاهدت وسمعت وقرأت عن الضجة الممنهجة بعد بث فيلم حياة الماعز تلك الضجة التي استهدفت عموم أهلنا في السعودية وبلدان الخليج مما يدفعني للقول حتى لو ما ورد في الفيلم صحيح لا يجوز ان نتجاوز الحقائق التالية عن السعودية والتي تنطبق على كل بلدان الخليج العربى وعلى النحو التالى:
1- 41 بالمئة من سكان السعودية من الأجانب و44 بالمئة منها من جنسيات ثلاث هي الهندية والباكستانية والبنغالية
2- السعودية تستقبل كل عام بحدود 13 مليون معتمرا وبعضهم تتقطع فيه السبل وتتكفل الدولة بهم
3- السعودية تستقبل سنويا من كل دول العالم 2 مليون حاج
4- في السعودية وكل دول الخليج هناك عمالة وافدة من كل بلدان العالم العربى وكل العاملين في السعودية ودول الخليج عرب او أجانب يرفدون اقتصاديات بلدانهم من خلال ارسال مدخراتهم الى بلدانهم حتى ان بعض البلدان تبني موازنتها على عدة بنود من أهمها بند العاملين في دول الخليج
والسؤال هل تناسينا مما أوردت مما اسلفت وهو فيض من غيض وركزنا على تصرف فردي وضخمناه وكانه سياسة ممنهجة على مستوى اعلى وتناسيانا ان أمهات الديمقراطية أمريكا بنت جدارا فاصلا بينها وبين جارتها المكسيك وبريطانيا ابرمت اتفاقية مع رواندا لاستقبال المهجرين وألمانيا اعادت الأفغان الى بلدهم الاصلي وفرنسا تضيق على الأجانب والمهجرين لديها وغالبية دول ارووبا تبني لهم مخيمات عند وصول الناجين منهم اذا ما غرقوا اوسحب تجار البشر مداخراتهم ومع ذلك لم اسمع كلمة نقد واحدة من تلك الأصوات الناعقة لتلك الدول التي تتشدق بالديمقراطية وركزت هجمتها على السعودية ودول الخليج بسبب تصرف فردي مع التنويه ان دولة قطر كانت مستدفهة قبل السعودية اثناء التحضير لكأس العالم بنفس الطريقة وكذلك الامارات والكويت والبحرين وعُمان
أقول لنتقي الله فيما نقول شعب السعودية مشكل من نسيج اجتماعي يضم قبائل من بطون العرب ولهم امتداد في كل الدول العربية خصوصا دول الخليج ومن يجاورهما خصوصا منهم العراق والأردن ومن عادات القبائل العربية اكرام الضيف وحماية الدخيل واغاثة الملهوف
وللعلم هناك آلاف القصص والتجارب لاشخاص قدموا من الهند وباكستان وبنغلادش والفلبين وصلوا لدول الخليج بمفردهم وعادوا لبلدانهم رجال اعمال لانهم جاليات محترمة ومقدرة وللأسف لم يتطرق أحد لهذه التجارب الايجابية فقط تم التركيز على حالات فردية تحصل في كل بلدان العالم
وأخيرا واقسم برب العزة انني ليست لي علاقة فيها مصلحة او نفع مع أي دولة من دول الخليج ولكن بمنطق القاضي الذي ينطق بالحق والحق ابلج وبين أقول ان دفاعي عن السعودية ودول الخليج هو دفاع عن بلدي الأردن الذي تربطه مع أهلنا في السعودية ودول الخليج علاقات ود واحترام وتقدير علما ان أصول عائلتي الطراونة تعود لنجد والحجاز ومن نسل عيسى الجفال من نسل عز الدين أبو حمرة، الذي يعود نسبه إلى بني نعيم القبيلة العربية الأصيلة والعريقة التي ظلت تقطن أطراف المدينة المنورة حتى هجرتهم في أواخر القرن السابع عشر نحو الأردن، بمعنى انني ادافع عن نفسي بقول الحقيقة
ولعل ابلغ رد قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) في الآية التي نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط عندما بعثه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى بني المصطلق مصدقا وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما سمع القوم [به] تلقوه تعظيما لله تعالى ولرسوله فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم، فرجع من الطريق إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي، فغضب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهم أن يغزوهم، فبلغ القوم رجوعه، فأتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقالوا: سمعنا برسولك، فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلنا من حق الله تعالى، فبدا له في الرجوع، فخشينا أن يكون إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، فأنزل الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) يعني الوليد بن عقبة.