دعا رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال احتياط غيورا آيلاند إلى فرض حصار شامل على شمال قطاع غزة، من أجل الانتصار على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تبدو قريبة من تحقيق أي من أهداف الحرب.
وكتب آيلاند في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الأربعاء إن “المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي قالا في بداية المعركة في القطاع إن الضغط العسكري فقط سيسمح بتحقيق أهداف الحرب. مرت أكثر من 10 أشهر ولا يبدو أننا قريبون من تحقيق أي من الأهداف”.
ورأى الجنرال الإسرائيلي -الذي شغل أيضا منصب رئيس قسم التخطيط الإستراتيجي في الجيش- أن “سبب عدم النجاح ليس لأن العملية العسكرية فشلت. العكس هو الصحيح. العملية العسكرية تنفذ كما ينبغي. غير أنها وحدها لا تسمح بتحقيق الأهداف”.
وحسب رأيه فإن إسرائيل تخلت منذ بداية الحرب عن جهدين مهمين، وهما الجهد السياسي والضغط الاقتصادي، منتقدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يجيب “بغرور” عندما يسأله “زعماء العالم الحر” عن اليوم التالي للحرب بالقول “عندما نصل إلى اليوم التالي سنتحدث بشأنه”.
وقال آيلاند إن الجواب الذي يجب أن يعطى هو “في اليوم التالي لن يكون في غزة حكم حماس، لكن أيضا لن يكون حكم عسكري إسرائيلي. إسرائيل مستعدة منذ الآن لأن تجري حوارا مع كل جهة عربية وغربية من أجل حل يجعل غزة منزوعة السلاح في اليوم التالي”.
حكومة بديلة ويرى المسؤول الإسرائيلي السابق أن رئيس حركة حماس يحيى السنوار لا يخشى الضغط العسكري الإسرائيلي، وإنما يخشى وجود حكومة بديلة وجماهير غاضبة (جراء نقص الغذاء والوقود)، حسب قوله.
ويزعم آيلاند أن حماس راضية عن الوضع الحالي لـ4 أسباب “وصول الغذاء والوقود لسكان القطاع مضمون، وحماس هي المسيطرة، كما أن قيامها بتوزيع الغذاء يثري صندوقها، وبفضل تلك الأموال سهل عليها تجنيد مقاتلين جدد”.
وأضاف “في هذه الظروف لا يوجد أي سبب يجعلها توافق على تسريع الصفقة (لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى) ما لم تتضمن إنهاء الحرب واستمرار بقائها في الحكم”.
ولتطبيق رؤيته لهزيمة حماس، دعا آيلاند إلى حصار شامل وتام لشمال قطاع غزة.
وقال “كان من الصواب مع استكمال إنشاء محور نتساريم وسط قطاع غزة أن تحاصر قوات إسرائيلية كل شمال القطاع وبشكل تام، وتبلغ نحو 300 ألف مواطن هناك (بعد تهجير نحو مليون منهم) بأن عليهم أن يخرجوا من هناك في غضون أسبوع، مع عدم إدخال أي شيء إلى المنطقة، وبحيث لا يتبقى إلا 5 آلاف مقاتل من حماس يواجهون احتمالين: الموت أو الاستسلام”.